أثبتت الأبحاث أن العوامل الوراثية لها دور في هشاشة العظام التى تعانى منها كثير من السيدات دون أن تشعر بها بنحو 80%، حيث ترث البنت هرمونات وجينات الأم، ومنها تلك التى تحدد مدة الدورة الشهرية وموعد إنقطاعها وما لها من تأثير خطير على صحة المرأة ولها علاقة أيضا، بالإصابة بهشاشة العظام والسكتة الدماغية أمراض القلب.
هذا ما أوضحه د.عمرو حسن مدرس وإستشارى النساء والتوليد بكلية طب قصر العينى وعضو الجمعية الأمريكية للخصوبة والعقم فيقول: إن هشاشة العظام هى الفقدان التدريجى لكتلة العظام مما يجعلها ضعيفة وعرضة للكسر بسهولة، وسميت أيضاً -اللص الصامت- لأنها لا تظهر أعراضها إلا بعد تقدمها، فهى تظل غالبا بدون آلام حتى الوقت الذى تتعرض فيه العظام للإصطدام بأشياء صلبة فتنكسر، فالعظام فى الحالة الطبيعية تشبه قطعة الإسفنج الملئ بالمسام الصغيرة، وفى حالة الإصابة يقل عدد المسام وتصبح العظام أكثر هشاشة وتفقد صلابتها، وبالتالى تنكسر بسهولة.
ويضيف د.عمرو إن الهشاشة تنقسم إلى نوعين أولها يكون إختزالا سريعا فى كتلة العظام ويحدث لدى السيدات بعد إنقطاع الطمث نتيجة لنقص هرمون الإستروجين، أما الثانى فيحدث فى مرحلة الشيخوخة نتيجة طبيعية للتقدم فى العمر، وقد يتعرض له النساء والرجال على حد سواء، وكسر العمود الفقرى هو الشائع لهشاشة العظام..
ويضيف: وهناك فئات أكثر عرضة من غيرهم للإصابة به، وهن النساء بعد سن اليأس، واللواتى تم إستئصال المبيضين لهن أو تعرضن لعلاج إشعاعى، أو فى حالات إضطرابات التبويض المزمن، وتكيسات للمبيضين وأيضا اضطرابات الغدة الدرقية، أو من لديهن تاريخ مرضى فى العائلة.
ويعد النظام الغذائى الجيد من أفضل طرق الوقاية فهو يعطى أقصى حجم للعظام ويزيد من كثافتها فى أى مرحلة عمرية، ونحن للأسف يفتقد غذاؤنا دائما للعناصر الغذائية المهمة حيث نزيد من الكم ولا نهتم بالنوعية، وغالباً ما يكون غذاؤنا فاقداً للكالسيوم ولفيتامين -د- وهذا يعنى قلة العظام المتجددة وكثرة الكالسيوم المتسرب إلى الدم، ولذلك فإن الحليب يعد المصدر الأهم للكالسيوم، فالأشخاص الأقل من 50 عاما يحتاجون إلى 1000 ملجم فى اليوم، أما الأكبر سنا فيحتاجون إلى 1200 ملجم فى اليوم، ويحتوى كوب الزبادى على كمية كالسيوم تعادل كوب الحليب.
ومن جانب آخر يشير إستشارى النساء والتوليد إلى أهمية بذورالكتان وفول الصويا وجذور الجينسنج التى تسهم فى حدوث إرتفاع ملحوظ فى مستوى الهرمونات التى تدل على معدل بناء العظام، فضلا عن حدوث إرتفاع في مستوى فيتامين -د- والكالسيوم والفوسفور، ويرجع التأثير الإيجابى لبذور الكتان إلى إحتوائها على -أوميجا 3-، كما أن فول الصويا يؤدى إلى تنشيط المبيض لينتج هرمون الإستروجين الطبيعي دون المساس بمستوى هرمونات الغدة النخامية، فضلا عن فعالية بروتين الصويا في زيادة إمتصاص الكالسيوم من الأمعاء، بالإضافة إلى دور فول الصويا فى زيادة الخلايا التى تبنى العظام وتثبيط الخلايا الهادمة لها.
وليس الحليب والألبان هما المصدر الوحيد للكالسيوم فهناك أسماك السردين حيث تحتوى على كل ما نحتاجه من الكالسيوم.
ويوفر سمك السلمون وغيره من الأسماك الدهنية العناصرالتى تزيد من نمو العظام، فهى تحتوي على الكالسيوم وفيتامين -د-، وهى غنية بالأحماض الدهنية أوميجا 3، كما أن إتباع نظام غذائي قليل الملح يعمل على الحفاظ على العظام لأنه يعد السبب الرئيسى لحرمان الجسم من الكالسيوم.
أما المكملات الغذائية فهى طريقة سهلة لزيادة كمية الكالسيوم، ولكن لا يكون هناك حاجة اليها إذا حصلنا على كمية كافية من الكالسيوم عن طريق الطعام.
وينصح طبيب النساء بالمحافظة على الوزن الطبيعى والمناسب وممارسة التمارين الرياضية بإنتظام والحفاظ على مستوى اللياقة البدنية، والإنتباه إلى أنه بعد القيام بأعمال كثيرة أو تكرارها يجب الًتّوقّف لوقت بسيط لأخذ قسط من الراحة ثم متابعة العمل مع الحذر عند حمل الأشياء الثقيلة، وإدراك كيفية الجلوس والحفاظ على إستقامة الظهر، وعدم البقاء على نفس الوضع لفترات طويلة، وتجنب الوضع غير المريح الذى قد يؤثر على المفاصل والأربطة وإستخدام المراتب الطبية أثناء النوم التى تحافظ على العمود الفقرى بشكل مريح وبوضع صحى حيث إن الإنسان يقضى ثلث يومه تقريبا على السّرير.. وأخيرا: قياس كثافة العظام خصوصاً لمن لديها أحد عوامل الخطورة التى ذكرناها.
الكاتب: ريهام عبدالسميع.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.